السبيعي في الإعلام

اتَّسمت علاقة محمد بن إبراهيم السبيعي مع وسائل الإعلام بالتفاعل والتواصل في كل ما يخدم ويفيد الرأي العام, وظلَّ هدفًا للحس الصحافي المعروف عنه روح الاكتشاف؛ لنقل تجاربه وحكاياته للمتلقين للاطلاع على ما دونه من سيرة حسنة وما سجَّله من بصمات، تصنع الأمل في نفوس الناس بما يتمتَّع به من كاريزما وحضور وتأثير كبير في محيطه الاجتماعي كنموذج جدير بالتعرف عليه وتوثيق تجاربه في الحياة.

كما كان السبيعي – رحمه الله – مهتمًا بكتابة المقالات في المناسبات الاجتماعية  والوطنية، كما كان يمنح الصحف الاقتصادية والقنوات الفضائية حوارات صحفية موسعة إذ اقتضت الحاجة ذلك، وكان تفاعله الإعلامي قائمًا على إيمانه بدوره ومسؤوليته في زرع القيم الدينية والأخلاقية والتجارية والوطنية في أذهان رواد الأعمال والشباب السعودي، ونعرض هنا مقتطفات منتقاة من حوارات ومقالات السبيعي في الصحافة السعودية.


أطول حوار للسبيعي مع صحيفة الجزيرة

أفردت صحيفة الجزيرة في أوج مجدها الإعلامي مطلع الثمانينيات الميلادية حوارًا صحافيًا مطولاً مع محمد بن إبراهيم السبيعي، تحدث فيه بإسهاب عن مراحل حياته العملية، وأجاب فيه بوضوح شديد عن نظرته ورؤاه الاقتصادية. وقد جرى نشر هذا الحوار الصحفي المشوّق على جزأين، وكان فيه المحاور أ. محمد الوعيل، رئيس تحرير صحيفتي المسائية واليوم – سابقاً – ويعد هذا الحوار الأطول في حوارات السبيعي الصحفية. (1)

أنا ثري

  • أنت ثري…؟!
  • نعم.. أنا ثري، وأحمد الله كثيرًا؛ راجيًا أن يوفقني في أداء الواجب وأن أعمل على ما فيه الخير ومهما عملنا؛ فإننا مقصرون.

السمعة الطيبة

  • ماذا يعني الثراء بالنسبة لك؟
  • الثراء.. هو السمعة الطيبة والعمل الصالح.

أرفض هذا الاتهام

  • يتهمونك بالبخل…؟
  • أنا… أرفض هذا الاتهام بشدة، وكم من متهم.. وهو بريء.

أنا راض

  • هل أنت راضٍ..؟
  • نعم…؛ أنا راضٍ عن كل تصرفاتي..

قدمت الكثير

  • يقولون: إن محمد السبيعي لم يقدم لمسقط رأسه أي شيء. ما ردك على هؤلاء؟
  • لقد قدمت إلى مسقط رأسي – عنيزة – أحسن وأفضل مما قدمه كثيرون من أبنائها… وأرجو.. أن أجد التشجيع لكي استمر في العطاء وهذا واجب.. وواجب كل إنسان وفيّ.

حسن النية .. أكبر عيوبي

  • ما هي عيوبك بصراحة…؟
  • صمت قليلاً ثم قال)… حُسن النية بكثير من الناس فأغلبهم يقابل الحسنات بالسيئات ولكن… الله عوَّدني أن أفعل وأقدم كل شيء جميل).

لا أنسى تلك المساهمات

  • بم تصف محمد السبيعي الفقير عندما كان في عنيزة؟
  • نعم.. كنت فقيرًا في بلدي عنيزة.. عانيت أصنافًا وألوانًا من شظف العيش ولا أنسى تلك المساهمات الفعّالة والمجهود الخارق والمساندة البناءة لوالدتي التي كثيرًا ما ساعدت في سد الثغرات… ثغرات الحياة.

إنهم متجنون

  • البعض يتهم تجار الرياض بالقصور تجاه مدينتهم.. فما رأيك في هذا الاتهام؟
  • حسنًا.. الذين يتهمون تجار الرياض بالقصور تجاه مدينتهم أعتقد أنهم متجنون عليهم.. فكم من متهم بريء.. وأنا شخصيًا أعرف أشخاصًا لم يقصِّورا في حق الرياض ولكنهم لا يحبون الإعلان عمَّا يفعلونه.

نصيحتي لرواد الأعمال

  • ما هي نصيحتك لشاب في بداية عمله التجاري؟
  • نصيحتي له تكمن في الصراحة والوضوح والأمانة وحسن النية… وأن يقوم بأداء عمله بنفسه. وألا يعتمد على أي شخص مهما كان. وأن يكون حذرًا دائمًا.

راضٍ عن أبنائي

  • لماذا تحرص على أن يعمل أبناؤك في تجارتك؟
  • حسنًا… أبنائي يعملون في تجارتي..؛ لأنني اختبرتهم وكذلك العملاء، والكل راض عنهم.. لهذا ولَّيناهم العمل…

وليس معنى هذا أنني عاجز عن العمل، ولو كنت عاجزًا وهم ليسوا أكفاء لوجدنا غيرهم. فابن أخي (إبراهيم العبدالله)، مسؤول عن أعمالنا بالمنطقة الغربية وابني(إبراهيم) مسؤول عن أعمالنا المصرفية والتجارية في المنطقة الوسطى والشرقية والقصيم، وابني (ناصر) مسؤول عن العقار والاستثمار في الشركات. ومساعد لأخيه إبراهيم.

  • وأنت وأخوك عبدالله ما دوركما؟
  • حسنًا .. نحن بمثابة مشرفين ومستشارين لهم وهذا بدون راتب.

لا أترك العمل ما دمت قادرًا

  • هل هناك حدود للسن عندها يترك الإنسان العمل التجاري؟
  • حسنًا..، حدود سن العمل هي ٦٠ عامًا، بعدها يبدأ الشخص المهتم بالتجارة بتخفيف العمل؛ كي يتمتع بما وهبه الله من نعم وبنين، ولكن عليه ألا يترك العمل ما دام قادرًا عليه. ولكن حذار من الإرهاق.

لخدمة مجال عملي

حرصك على تعليم أولادك، هل لخدمة مجال عملك؟

– نعم… لقد حرصت على تعليمهم لخدمة مجال عملي، وأنا شخصياً أعتبر عمل الأبناء في تجارة والدهم بمثابة فخر واعتزاز لكل أب. وفي الحقيقة أن هذا المجال مجالهم من هنا فيجب أن يطلعوا على كل خفاياه وأسراره وكذلك مشاكله.

خصال حميدة

  • هناك مكتسبات أخذها أبناؤك عنك؟
  • نعم..؛ اكتسب أبنائي عني كل الخصال الحميدة، وأنا راضٍ عنهم وعن سمعتهم ونشاطهم.

قلبي لشقيقي!

  • بعيدًا عن المال والصرافة لو قدر لقلبك أن تعطيه لأحد، فلمن تعطيه؟
  • لشقيقي مع احترامي لأم أولادي.

هؤلاء فقراء

  • يقال إن هناك الكثيرين من أبناء نجد يملكون الثروات الضخمة.. ما رأيك؟
  • نعم.. هناك الكثيرون لكنهم يفضّلون العمل في سرية، ولهم في ذلك أكثر من سبب منها خوفهم من إخراج الزكاة، أو من ضياع الثروة.

وللناس فيما يعشقون مذاهب فمثل هؤلاء يعتبرون فقراء.

سمعتي هي ثروتي

  • متى شعرت أنك مطمئن لثروتك؟
  • حينما سكنت في بيت أملكه سواء في مكة أم جدة أم في الرياض.

وأصبح لدي عمارة إيجارها السنوي حوالي ٥٠٠ ألف ريال، ولدي أبناء وبنات… بالإضافة إلى هذا.. فسُمعتي هي ثروتي، وأما ما زاد عن ذلك فهو أرقام في أرقام.

أخاف من النصابين

  • ما هي حدود الخوف عندك؟
  • أخاف دائمًا من النصابين والمحتالين، لأنني (انكويت) منهم مرارًا وتكرارًا ولكن…. الله عوّضني. ولله الحمد والثناء.

أكاد أبكي

  • ومتى تشعر أنك ضعيف؟
  • حينما أرى ضعيفاً حقاً… أكاد أبكي. وأعطيه عن نفس راضية، وكلما زدت في العطاء ارتحت نفسياً.

خيانة عمدًا

  • هل حدث أن بكيت جرَّاء خسارة مادية؟
  • حسناً..؛ لم أبك.. إنما تألمت جدًا، لا من جراء الخسارة المادية، بل بسبب خيانة حدثت لي عمدًا وإهمالاً.. من هنا أصبحت أسيء الظن دائمًا حتى أتأكد..
  • لم أتضايق من المادة
  • أبدأ… لم أتضايق من المادة ولله الحمد، لأنني كنت فقيرًا وقنوعًا. أشتري بالة الخام بثلاثين .

لا.. للبورصة

  • ما رأيك في إنشاء بورصة للأوراق المالية؟
  • ليس في الوقت الحاضر؛  نظرًا لصغر السوق المحلي، وعدم الوعي الكامل لدى أغلب المواطنين؛ ما قد يؤدي إلى تهورهم من هنا.. لا بد من التريث قليلاً.

خفضت ساعات عملي

  • … وعدد ساعات عملك؟
  • عندما كنت شاباً، كنت أعمل كل يوم من ١٢-١٦ ساعة تقريباً وعندما بلغت سن الستين خفضت ساعات عملي تدريجياً حتى بلغت الآن من ٢- ٤ ساعات يومياً.

من لحمي ودمي

  • كيف تتعامل مع أبنائك في العمل؟
  • أعاملهم كأبناء؛ لأنهم من لحمي ودمي وهم يستحقون ذلك عن جدارة لوفائهم مع والدهم. وأقاربهم وكذلك، مع عملائنا وأصدقائنا.

علمتني الصبر

  • … ماذا علمتك الحياة؟
  • الحياة.. علمتني الصبر، وعدم التسرّع، ففي العجلة الندامة، والصبر مفتاح الفرج.

المرأة يمنعها الحياء

  • … المرأة تحب أكثر أم الرجل؟
  • الرجل في نظري يحب أكثر، وإن كانت المرأة تحب، لكن الحياء يمنعها من إظهار هذا الحب.

قدَّمت الكثير للرياض

  • … يقال إن السبيعي لم يقدّم شيئاً لمدينة الرياض؟
  • قدمت للرياض أشياء ولله الحمد، ولكن أكره الظهور لأنه أعظم للأجر، وإن كنت أشعر بأنني مقصِّر مهما عملت لها، وأرجو الله، أن يوفقني ويعينني لتقديم المزيد.

وأطالب إخواني التجار بأن يقدموا ما في وسعهم لأن الفرص تمر مر السحاب.

طيبة أهلها

  • … ماذا يشدك إلى الرياض قديماً؟
  • . بقدر ما تشدني الرياض يشدني أهلها، حيث استفدت منهم منذ بدأت العمل التجاري فهي مدينة عظيمة وأهلها يتميزون بالطيبة وفيها مجال خصب للعمل والاجتهاد.

(1) اخترت فقرات وجوانب وأحداثاً من الحوار لم ترد في ثنايا هذا الكتاب، علماً بأن هذا اللقاء قد نشر في العدد ٣٩٩١ من صحيفة الجزيرة في ٢٥/١١/١٤٠٣هـ.


حوار مجلة اليمامة حول التربية والسعودة

تجاوب محمد البراهيم السبيعي – رحمه الله – مع إلحاح مجلة اليمامة عليه بطلب حوار صحفي في سبتمبر من عام ٢٠٠٤م، ونجحت المجلة في استكشاف (الجوانب الاجتماعية والتربوية في شخصية السبيعي، حيث تحدث معهم حول زيجاته وأولاده، كما وصلت (اليمامة) في حوارها معه إلى قناعاته إزاء ملفات متطلبات السعودة ودور التعليم ومستقبل العمل المصرفي في السعودية. (1)

الزواج

  • الزواج أو ليلة العمر كما يحلو تسميتها هذه الأيام.. كيف كان في ذلك الوقت، وكيف تم زواجكم.. وكيف تنظرون إلى ما يجري من بذخ في حفلات الأعراس هذه الأيام؟
  • كان عمي ناصر – رحمه الله – سوف يزوجني ابنته ولكنها مرضت ولم يتم الزواج، فسافرت من مكة لعنيزة وتزوجت زوجتي الأولى بألفي ريال عام ١٣٥٨هـ وارتحنا معًا وعندي منها بنت وتوفيت زوجتي الأولى بمكة – رحمها الله – فتزوجت أم إبراهيم – حفظها الله – ومتعها بالصحة عام ١٣٦٨هـ بأربعة آلاف ريال فضة كبار وسميتها أم أربعة، أما بنت عمي فتزوجت وسافرت الكويت وضلوا الطريق وتوفاهم الله وكثيرون كانوا يموتون بالصمان؛ لأن الخطوط صحارى ورمل. أما ما يحصل من البذخ والإسراف حاليًا بالزواجات وخلافها فهو خطأ والدين والعقل ضده.
  • من الشخصية التي تأثرت بها في بداياتك؟
  • لم أتأثر بشخصية معينة، بل بتوفيق الله ثم اطلاعي على قصص نجاح المكافحين بشرف وأمانة وقصص من فشل منهم، وعمي، جزاه الله الجنة، يوصيني بذلك ويؤكد عليّ بالكفاح الدائم.

دور التربية

  • ما الدور الذي قمت به في مجال تربية الأبناء.. وما هو رأيك في من يوكل هذا الدور للخدم ويتفرَّغ لعلاقاته الاجتماعية وممارسة أعماله؟
  • تربية أبنائنا من فضل الله ثم اهتمامي وشقيقي الوفي عبدالله ووالدتهم بذريتنا وما ينفعهم جد في جد وملاحظتهم دائمًا لكل خطواتهم وتشجيع الناجح والمتساهل ما نعطيه فرصة وكل منا ينوب عن الآخر ومشرفين عليهم لهذا ولله الحمد كلهم ناجحون، أما من أهملوا أبناءهم أو «يدللوهم» أو من يوكل تربيتهم للخدم فسوف يندم مع الآلام والتعب وفوات الأجر وعقاب الله. 
  • ما المؤهلات العلمية التي حصل عليها الأبناء؟ وهل لك دور في متابعة حياتهم الدراسية بكافة مراحلها؟
  • أما مؤهلات أبنائنا الدراسية فجميعهم خريجو جامعات وخبراتهم وخصالهم كلها من فضل الله ممتازة كما هو معروف عنهم مع مراقبة الله في كل أعمالهم وما بنفعهم والحذر مما يضرهم خاصة قرناء السوء والفاشلين على الدوام ونريد أن يتقوا الله في أمور دينهم ودنياهم وأن يقتدوا بي وبعمهم وبالصديق والزميل سليمان العبدالعزيز الراجحي- حفظ الله الجميع – وكذلك بالصديق الزميل سالم بن محفوظ – رحمه الله – الذي كان مراسلاً عند أعمامه آل الكعكي.

قطاع المصارف

  • ومتى كانت بداياتك مع قطاع المصارف؟
  • نفتخر بزيارات ولاة الأمر لنا وخدمتهم واجبة وبها أجر كما يجب على أمثالنا من الخبراء لاختصاصاتنا تحتاج إلى صفحات وربما بعضها لا داعي لذكرها، وأذكر أنه في عهد الملك عبدالعزيز – رحمه الله – إذا وصل لمكة للحج وملاحظة خدمات الحجاج يستقبله المواطنون بعرضات حربية؛ بدافع من محبتهم واعترافًا بفضائله وأسرته ورجاله، فإذا مر أمامهم نزل يعرض معهم بالسيف فحاولت أدخل أعرض معهم وأنا صغير فمنعوني الحراس؛ فقال لهم خلوه يلعب وغيره. وحينما منعنا أحد مسؤولي مؤسسة النقد ألا نحول للخارج تعاطفًا مع البنكين الفرنسي والهولندي بجدة فقط؛ راجعنا الملك وأمر ابن سليمان أن نشجع نحن وأمثالنا وأنه يفرح بتطور المواطنين لا العكس فهو ممن طورنا – رحمه الله – ودعمنا أبناؤه من بعده فنتج عن ذلك تطورنا وزملائنا الصرَّافين وتأسيس بنك وطني، وقد تم اختيار اسم بنك البلاد له والذي ندعو الله -عزّ وجلّ- أن يوفقنا والقائمين عليه من الشباب السعودي المؤهل إلى تحقيق ما يصبو إليه ولاة الأمر والمسؤولون عن القطاع المصرفي، وبهذه المناسبة أود أن أتقدم بالشكر الجزيل للمسؤولين في وزارة الداخلية ووزارة المالية ووزارة التجارة ومؤسسة النقد العربي السعودي على ما قاموا به من جهود لإتمام عملية الدمج وتذليل كافة العقبات التي واجهتنا والشكر موصول إلى جميع الإخوة الصرافين والمؤسسين لهذا الصرح على التعاون والمحبة التي سادت الاجتماعات التأسيسية للبنك.
  • من واقع خبرتكم بماذا تنصحون الشباب المقبلين على ممارسة التجارة؟
  • من خبرتنا ننصح الشباب السعودي بتقوى الله والاتجاه للأعمال الحرة بأمانة ونشاط، وأن يحذروا جيدًا من الحاقدين والحاسدين، وأنصح عموم المواطنين بمضاعفة الشكر لله ثم لولاة الأمر والتعاون معهم والدعاء لهم لما نتمتع به من نعم بعد الأضرار من كل جهة قبل الملك عبدالعزيز ويؤيّدني كل مواطن وغير المواطنين يهنئون السعوديين ويتمنون الحصول على الجنسية السعودية.

فائض الميزانية

  • الشيخ محمد .. ما هو تعليقكم على أمر صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله ولي العهد -حينها- بتخصيص مبلغ (٤١) مليار ريال من فائض الميزانية لصالح عدد من المشاريع وبنك التسليف وصندوق التنمية وما يحققه ذلك من رفاه للمواطنين؟
  • رُزقت هذه البلاد منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز – طيَّب الله ثراه – بقادة يسعون دائمًا وأبدًا لخدمة الوطن والمواطن وأبناء الملك عبدالعزيز وبحكم تجارب ومعرفة شخصية بهم هم من كل خير قريب وهذه نعمة يجب أن نحمد الله عليها وأن ندعو لهم دائماً بأن يرزقهم الله البطانة الصالحة التي تدلهم على الخير وتعينهم عليه.

ويأتي تخصيص جزء من فائض الميزانية لما يحقق رفاه المواطن في هذا السياق فهو ليس بالأمر الجديد ولا المستغرب.

مع ابن باز

  • لكم علاقة بالشيخ ابن باز – رحمه الله – نود لو تذكر لنا نوعية هذه العلاقة ومتى بدأت؟
  • علاقتنا مع المحب النادر من كل جهة الزاهد مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – ممتازة لأنها مبنية على التعاون لله مهما كلفنا كما قلت بمرثيتي له بالجريدة وقاله غيري ويؤكده تحمله النادر في سبيل الله، وكم أقرضنا ملايين بكفالته لأعمال خيرية ممتازة لآجال طويلة وبوصيته – رحمه الله – قال سددوا لمحمد وعبدالله السبيعي مهما طلبوا مصدقين وعندنا صورة من وصيته ومعرفتنا له من صغره أول عمله قاضياً بالخرج حج معنا فرضه عرَّفنا عليه شريكنا سابقاً الشيخ سليمان بن غنيم لأن له علاقة نسب مع أخ الشيخ من أمه إبراهيم بن سيف – رحمهم الله – وجمعنا معهم بجنته.
  • الشيخ محمد كيف كانت ممارسة التجارة بشكل عام في بداياتكم؟
  • في ما مضى كانت التجارة بالتخمين والمراوغة (الشطارة) في نظر بعض التجار، حيث يرى التاجر أي بضاعة قليلة ولها مستقبل في كثرة الطب عليها، يشتري بكتمان أو ربما له وكيل نشط في البلاد المجاورة يرسل له مندوبًا خاصًا نشطًا يسري الليل ويمشي بالنهار على «ذلول» ممتازة يصل لعمله بربع المدة المقررة، مثلاً ما بين جدة والقصيم في وقت السفر الطبيعي عشرين يوماً يقطعها هو في خمسة أيام.

فإذا وصل المندوب للمدينة المقصودة «نوُخ» الذلول وعقلها ودخل المدينة متخفيًا ويحاول أن يكون نصف الليل لكي لا يراه أحد، وتوجه لمنزل التاجر وسلَّمه الرسالة أو بلَّغة شفهيًا طلب نوع البضاعة أو أنواعها مثلاً القماش أو الهيل أو القهوة أو السمن أو السكر أو الشاهي أو الذهب سعرها ارتفع أو انخفض..؛ فالتاجر يبقي المندوب في البيت «سجينًا» ويرسل للذلول من يحطها في مكان بعيد عن الأعين لكي لا يطلع أحد على هذا المندوب أو «ذلوله» فينفضح السر، ويبدأ التاجر يشتري المطلوب من السوق إذا السعر هناك طالع وإذا السعر نازل يبدأ بالبيع بطرق عجيبة وربما بعضها «حرام».

أوصيكم بالعمل الحر

  • هنالك من يفضل العمل كموظف لضمان الراتب على أن يدخل في مغامرة العمل الحر.. ماذا تقول لهؤلاء؟
  • المملكة ولله الحمد «الآن» فيها مجالات واسعة للأعمال الحرة والوظيفة غير الحكومية مستقبلها أحسن للشباب «النشيط» وكثير من الأذكياء والطموحين «استقالوا» من وظائفهم العالية والتحقوا بالعمل الحر ونجحوا جداً لأن في العمل الحر «٩٩٪» من البركة وبعضهم أغرتهم المصانع والشركات برواتب عالية ومميزات أضعاف ما هم عليه وطوروا عملهم الجديد وطوروا أنفسهم برجولتهم واستتباب الأمن والاستقرار وتشجيع الدولة بالقروض طويلة الأجل بدون فوائد والحماية، كما حصل لكثير من النجباء، فهنيئًا لكم ولا تتهافتوا على وظائف الدولة لأنه من الصعب أن تستوعب توظيف خريجي آلاف المدارس والمعاهد والجامعات والحمد لله والشكر ثم لولاة الأمر فالدراسة مجاناً وعلى أعلى مستوى لمن وفقه الله وفي الدول الأخرى يخسر أولياء الأمور للطبة مبالغ طائلة وإذا تخرَّج الطالب أو رسب شقَّ طريقه في العمل الحر وكثير منهم نجحوا جداً وكما قيل «عند الامتحان يُكرم المرء أو يُهان».
  • الموظف في القطاع الأهلي يعاني من قلة الراتب ما تعليقك على ذلك؟
  • ليس قلة الراتب مشكلة في القطاع الخاص ولكن الطموح هو من يتجاوز هذا ويفكر في المستقبل، وكما قيل «من صبر؛ ظفر» و «من طلب العُلا؛ سهر الليالي» بدون «نرفزة ولا دلع» وهذا الكلام طبقناه على أنفسنا في بداياتنا وغيرنا كثير ممن طبقه ومن يفضل الراحة يوقِّع على الحضور ويهرب من العمل فهو خسران في الدنيا والآخرة.
  • ما هي أسباب نجاح العاملين في القطاع الأهلي من المقيمين أكثر من المواطنين؟
  • الأسباب هي تهاون المواطن بالعمل وعدم حماسة له وقلة صبره، أما المقيمون فعكسهم تمامًا وهذا سر النجاح في نظري.

عنيزة والشعر

  • الشيخ محمد نود لو تصف لنا مدينة عنيزة حين غادرتها عام ١٣٤٤هـ متوجهاً إلى مكة؟
  • كانت مدينة عنيزة كغيرها من مدن نجد في ذلك الوقت، فقد كانت البيوت مبنية من «اللبن» والطين وإجمالي حدودها ما يقارب (٢٠٠م x٢٠٠م)، وكان أهلها يغلب عليهم الجهل؛ فأنا أذكر أنه أتى إلينا أحد أهالي عنيزة بعد رحلة اغتراب في أحد البلدان العربية المجاورة وكان يلبس «نظارة شمسية» فكان الأهالي ينظرون إليه بازدراء ويقولون انظروا إلى هذا الذي يقلِّد «الكفار» – والعياذ بالله – هذه حادثة تثبت سطحية التفكير المنتشرة في ذلك الوقت وقلة الاطلاع والاحتكاك مع الغير.

(1) نُشِر هذا الحوار في العدد ١٨٢٥ في ٢٥/٩/٢٠٠٤م من مجلة اليمامة .


حوار صحيفة الاقتصادية حول اكتتاب بنك البلاد

لقد كانت قصة تأسيس بنك البلاد مدار اهتمام الصحافة السعودية في ٢٠٠٥م، نظرًا للبعد الاقتصادي والأمني الذي صاحب ظروف التأسيس. واستطاعت جريدة الاقتصادية حينها إجراء حوار مع محمد البراهيم السبيعي؛ لمناقشة موضوعات ذات صلة بالشأن الاقتصادي، وقد منحهم السبيعي الوقت الكافي، واستقبل رئيس تحريرها آنذاك أ. عبدالوهاب الفايز ومعه الصحفي مطلق البقمي رئيس تحرير صحيفة مال الإلكترونية حاليًا. (1)

تاريخ الصرافة

  • بدأنا حديثنا مع الشيخ محمد السبيعي بسؤاله عن نظرته إلى دمج المصارف الثمانية في بنك واحد؟
  • أعتقد أن فيه مصلحة عامة مهمة، فبعد العمليات الإرهابية وما قد يعترض عمل الصرافين من مشاكل يمكن أن تستغل من قبل مديري هذه العمليات رأت الحكومة أن من الفائدة توحيد الجهود لضمان عدم الاستغلال وعرض الأمر علينا ورحبنا به، إضافة إلى أن الوضع الاقتصادي في السعودية يشجع على الاندماجات لظهور تكتلات قوية قادرة على مواجهة مثيلاتها محليًا ودوليًا.
  • ويضيف: حقيقة فكرة الاندماج أو تأسيس البنك لم تكن وليدة اليوم، بل هي قديمــة، حيث كان الملك خــالد – رحمه الله – يحفزني على تأسيس بنك ويؤكد أن ما بنيناه من اسم وسمعة طيبة كفيل بأن نحقق النجاح من خلال تأسيس بنك لكنني حقيقة لم أكن أحبذ الفكرة في ذلك الوقت واعتذرت للملك خالد عن ذلك.

المصرفي الوحيد

ويشير السبيعي إلى أنه كان في مكة المكرمة الوحيد من أهل نجد الذي يعمل في مهنة الصرافة في تلك الفترة والتي تقابل حسب وصفه نحو عام (١٣٥٠هـ/1933م) بينما البقية من أهل الحجاز. ويتذكر بعضهم وهم: الكعكي، أحمد الصيرفي، بينما كان سالم بن محفوظ يعمل لدى الكعكي وتطور عمله وأخلص لهم ولجهوده وأمانته أسسوا معه شركة باسم شركة الكعكي وبن محفوظ للصرافة ولم تكن الشركة بنكاً، إذ إن إنشاء البنوك في تلك الحقبة ممنوع، حيث لم يكن هناك سوى بنك هولندي باسم أندوشين.

وكانت البنوك في ذلك الوقت في جدة فقط، إذ لا يوجد في مكة بنك، لكن تم السماح لابن محفوظ بعد ذلك بفتح بنك من خلال حصوله على ترخيص من مؤسسة النقد العربي السعودي. ولم يكن في الرياض في تلك الحقبة بنوك كما هو متعارف عليه اليوم.

نقطة التحول

ويسترسل في ذكرياته ليصف نقطة التحول في حياته فيقول: عملت كمفتش لمدة سنتين فيما يعرف حاليًا بمصلحة الجمارك في المسيجيد (بين المدينة وينبع) وكنتُ ومَن معي نفتش القوافل لكن مديري لم يسجلني في الكشوف فلم يتم صرف رواتبي؛ ما حدا بي إلى ترك العمل والانتقال إلى مكة المكرمة والتي بدأت منها رحلتي مع التجارة والصرافة تحديدًا.

ويعلق على ذلك بأنه يحمد الله على كل شيء وعلى تركه العمل كمفتش ويقول لو سجل مديري اسمي في الكشوفات لبقيت مفتشاً طوال حياتي وما حققت هذا النجاح.

ويتذكر الصرافين الذين كانوا يزاولون مهنة الصرافة في ذلك الوقت في الرياض فيتذكر منهم: صالح الراجحي، الحقباني، عبدالعزيز المقيرن، الصانع، والشقري، ويضيف أن صالح الراجحي أرسل أخاه سليمان إلى جدة براتب (٣٠) ريالاً ليفتح فرعًا في المنطقة الغربية.

ولعل من الطريف أن سليمان الراجحي كان ينافسنا في النهار وفي الليل يسكن في بيتي لمدة عامين ونحن وهو أكثر من الإخوة، حيث كان يجمع ما لديه من أموال ويضعها في صرة نحفظها له في خزائننا، ويعلق على سؤال حول تغير أخلاقيات التجار وتعاملهم فيؤكد أن الوفي وفي، في أي عصر وزمان.

ويتذكَّر الشيخ السبيعي بداياته والمواقف التي حدثت له آنذاك ومنها أنه كان هو وعبدالعزيز المقيرن (ورثته مؤسسون لبنك البلاد) يعملان في رمضان ويستغلان ذلك الموسم الذي يشهد حضور معتمرين من مختلف دول العالم لصرف العملة لهم وكان الوقت يسرقهما حتى قبيل أذان الفجر فيحاولان تدارك نفسيهما ليتسحرا ويمسكا، وفي أحد الأيام أخذا يبحثان عمَّا يمكنهما أكله قبل الفجر؛ فلم يجدا سوى الفول والعصيدة وهي أكلات لم يكن المقيرن متعوِّدًا عليها؛ ما حدا به لرفض تناولهما وأخذ يبحث عن خبز مع كوب شاي لسد جوعه قبل الإمساك بينما نحن كنا نأكل ونتندر عليه بالضحك.

وعن البنوك الإسلامية، أبان السبيعي أنها نجحت وستنجح، مدللاً على ذلك بما حققته شركة الراجحي المصرفية للاستثمار من نجاح.

وعن أسباب تحديد رأسمال بنك البلاد الجديد بثلاثة مليارات ريال، يوضح السبيعي أنه تم من خلال دراسة تمت بين مؤسسة النقد العربي السعودي والمؤسسين، وتم الاتفاق على أن يكون البنك الجديد في متوسط البنوك القائمة وكان المطروح ثلاثة مليارات أو خمسة مليارات وتم الاتفاق على أن يبدأ بثلاثة مليارات.

ويضيف تذكره لمشواره في مهنة الصرافة ليوضح أنه كانت له تعاملات مع الحكومة وتحديداً وزارة المالية، إذ كانوا يصرفون عن طريقه رواتب موظفي وزارة المعارف، حيث يتم إيداع بعض الأموال لديه. كما يتم إيداع حسابات سرية وكان يشرف عليها وزير المالية آنذاك السليمان، يطلب منه حمل مبالغ معه تصل إلى مليون ريال أحيانًا في المشاعر المقدسة في عرفات ومزدلفة ومنى ولا يرغبون في تحويل هذه المبالغ عن طريق البنوك عند وصول الملك عبدالعزيز لتلك المواقع.

نُشِر الحوار في العدد ٤١٦٧ في ٩/٣/٢٠٠٥م بصحيفة الاقتصادية السعودية.

 


حوار صحيفة الجزيرة حول أسلوبه الإداري واستثماره في الخارج

استضافت صحيفة الجزيرة محمد البراهيم السبيعي -رحمه الله- في حوار صحفي اتسمت أسئلته ومحاوره بالعمق الإداري والاقتصادي، ففي هذا الحوار كشف السبيعي عن أسباب عدم استثماره خارج المملكة، وفي ثناياه أوضح أسلوبه في صناعة واتخاذ القرارات التجارية، وفي آخره فتح ملف السعودة والتصنيع.

لقد كان السبيعي في هذا الحوار كعادته متعمقًا في الطرح والمعالجة، واقعيًا في تناول المشكلات، صادقاً في أقواله وناصحًا في تقديم الحلول والمقترحات (1).

  • كيف ترون دور المؤسسات الأهلية في دفع عملية التنمية الاقتصادية للدولة.. وما مدى انطباق ذلك على مؤسساتكم؟
  • دور المؤسسات الأهلية في رفع عملية التنمية ممتاز والمنتظر تطورها باستمرار بسبب رجالها الذين أثبتوا نجاحهم ونبوغهم مع أن بعضهم شبه أمي، ولأن الدولة شجعتهم – .- كما ذكرنا أعلاه – وهذا ينطبق على مؤسساتنا وأعمالنا الواسعة الناجحة ولله الحمد ثم لحكومتنا الرشيدة
  • الإنتاج وتوسيع مصادر الدخل الوطني وتحقيق الاكتفاء الذاتي مسؤولية مشتركة بين الدولة والقطاع الأهلي.. أين هو دور مؤسساتكم لتحقيق هذه الأهداف؟
  • توسيع وتنويع مصادر الدخل الوطني وتحقيق الاكتفاء الذاتي ممتاز، والدولة شجعت كما قلنا ونقول مكررًا كما تقتضيه سؤالاتكم والحمد لله الصناعة لدينا تتطور بالتحسن وزيادة الإنتاج «والحق ما شهدت به الأعداء» والمعارض بالداخل والخارج أكبر شاهد ومن لم يتطور فسيندم.

الاستثمار في الخارج.. مرفوض!

  • كيف ترون الاستثمار في داخل الوطن والاستثمار خارج الوطن؟
  • أنا وأخي وأبناؤنا وغيرنا كثير نفضِّل الاستثمار داخل الوطن لتوفير النجاح والأمن وتشجيع الدولة وحمايتها، وكما قال الحكماء «مال ما هوب ببلادك ليس لك ولا لأولادك»، وربما آخرون يرون العكس ولهم ظروف خاصة ونرجو الله أن ينجحهم ويكفيهم شر الأضداد التي حصلت على المستثمرين بالخارج بأنفسهم وأموالهم كما هو معلوم وننصحهم بالاحتياطات من كل جهة والله إنه كم من رجال أعمال أجانب من عملائنا وغيرهم من خارج المملكة يرجوننا وغيرنا مساعدتهم للحصول على الجنسية السعودية بأي ثمن ويهنئوننا على ما نحن فيه من كل جهة وأنه والله بآخر شهر رمضان من هذا العام وقف عليَّ أنا وأخي عبدالله رجل ومعنا صديقنا بالحرم بمكة بعد التراويح من إحدى دول البترول غرب المملكة مندهشًا من توسعة مكة وتطورها وكذا المدينة وجدة.

أسلوبي في الإدارة

  • كيف تتخذون قرار الاستثمار في قطاع معين أو بمعنى آخر ما هي مقومات أو دوافع الدخول إلى نشاط معين لمؤسساتكم؟
  • بعد اجتماع مجلس الإدارة لدينا ودراسة المشروع من كل النواحي واحتياط نفكر فيه من كل جهة – جهة حاليًا ومستقبلاً ولدينا خبراء أيضًا نأخذ رأيهم وندرسه وإذا فيه دوافع للقيام فيه عزمنا أو ألغيناه، والأخ عبدالله خبير ونشط بهذا المجال.
  • ما هي مقومات الإدارة الناجحة في رأيكم وما هو سر نجاحكم واستمراركم؟
  • مقومات الإدارة الناجحة هي الحزم والمتابعة والخبرة وعدم المجاملة مع أي كان؛ فالسعيد من اتعظ بغيره.
  • هل تعتمدون في إدارة أعمالكم على أهل الثقة أم الخبرة.. ولماذا؟
  • نعتمد على إدارة أعمالنا على الله ثم على من هم أكفاء بالثقة والخبرة والأمانة والذكاء مع إشرافنا المستمر من كل جهة- نحن وأبناؤنا- الذين هم ولله الحمد أحسن منا وبيدهم الإدارات والأعمال المهمة ومع ذلك نشرف عليهم ونتابعهم أكثر من غيرهم والفاهم المخلص يفرح أنك تراقبه، إذ ربما يخطئ سهوًا؛ فينتبه مستقبلاً والحياة كلها درس.
  • أين موقع الكفاءات الوطنية من مؤسساتكم وما مدى استعدادكم لقبول توظيف الشباب السعودي؟
  • إننا وغيرنا بكل مجال نرحب بالشباب السعودي الذي أنتج ونفع واستنفع وهم عشرات الألوف بشركة الراجحي والبنك الأهلي والشركات والمصانع وغيرها.

ولغيرتي على أحبابي أبناء وطني وأسفي على المليارات التي يحولها الإخوان الأجانب المستقدمون النشطون العاملون بالمملكة شهريًا سوف لا أجامل بعض الفاشلين من المواطنين، وهم قلة – والحمد لله – وقد قال الحكيم «صديقك من صدقك لا من صدَّقك»!

(1) نُشِر الحوار في العدد ٧٩٣٢ في ١٨/٥/١٩٩٤م.


عندما كتب السبيعي عن اليوم الوطني

شارك محمد البراهيم السبيعي، مواطني المملكة العربية السعودية فرحتهم بذكرى اليوم الوطني السادسة والستين قبل عشرين عامًا تقريبًا، وذلك من خلال مقال رصين متماسك، عبّر فيه السبيعي عن مشاعره تجاه الملك عبدالعزيز – رحمه الله – موضحًا جهاده العظيم في توحيد المملكة، كما أشاد في المقالة بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، عندما كان أميرًا لمنطقة للرياض، في مجال توثيق تاريخ الملك عبدالعزيز (1).

مهما كتب- ويكتب- المواطنون وغيرهم عن الملك عبدالعزيز، من اعتراف بمآثره في نصرة الإسلام والرفع من شأن الوطن والمواطنين وعن بطولاته فهو قليل، فالملك عبدالعزيز مفخرة لكل سعودي ومسلم، وكل منصف يشكر الله الذي أراد لهذه المملكة التطور والاستقرار والأمن فاختاره وأبناءه لها، ومن المعلوم أنه من دعائه أثناء تهجده آخر الليل وسنّة الضحى طوال حياته حتى أثناء السفر يدعو الله أن يختار للمسلمين الأصلح، وفي الحديث أن دعاء الوالد مستجاب وللسابع من الولد، ومما يؤكد عظمة ما قدمه عبدالعزيز للمملكة ومن بها وللمسلمين تصرفاته المدهشة الناجحة حينما صمم على الخروج من الكويت مع صغر سنه لاسترداد ملك آبائه وأجداده بأربعين رجلاً على عشر من الإبل مع الحاجة الماسة لكل شيء، طعامهم التمر والماء، وكل ينصحه بعدم المغامرة ويحذِّره من الأخطار وهو متكل على الله وهجم على خصمه بقصر الرياض بعشرة رجال وترك الثلاثين قريبًا من الرياض برئاسة أخيه محمد وقال لهم إذا لم يأتكم منا خبر حوالي الظهر أنجوا بأنفسكم ترانا مقتولين، الله أكبر على هذه الشجاعة والتفاني لصالح المواطنين المعذبين كما هو معلوم وبالتواريخ، وقد نصره الله.. فأرسل عبدالعزيز للثلاثين بالبشرى وأتوا للرياض شاكرين لله ومنذ هذه المغامرة الناجحة والجميع ينعمون بالأمن والتطور ودائماً إن شاء الله، فبدأ عبدالعزيز بالبناء الصعب من الداخل والخارج من عدة جهات للقضاء على الفساد وقطّاع الطرق والاستبداد وبإخراج الجيش التركي من الأحساء بشجاعة نادرة، وكم غلب عظماء الساسة بدهائه حفاظاً على الوطن والمسلمين والإسلام.

والحمد لله بأمر ولي الأمر طلاب المملكة هذا العام أربعة ملايين ونصف مليون يدرسون مجاناً ومدرسوهم وما يلزم من موظفين و.. و… مليون تقريبًا برواتب وبالجامعة الإسلامية بالمدينة خلاف السعوديين طلاب لثلاث وسبعين دولة مجاناً خلاف طلاب سبع جامعات بأنحاء المملكة من سعوديين وغيرهم، والباب مفتوح وبتطور فمبراتهم الخيرية المشهورة الدائمة وتوسعة الحرمين وطباعة القرآن الكريم وتعميمه وخلافها من الأعمال بالمملكة وبالعالم أكبر دليل على كرم خادم الحرمين الشريفين، وترتيبهم ليلة من كل أسبوع للقاء المواطنين، قصورهم مفتوحة للعموم للعشاء ولقضاء الحاجات والمساعدات خلاف مكاتبهم يؤكد ذلك تبرع الأمير سلمان بن عبدالعزيز بعمارته الممتازة الوحيدة «العزيزية» بشارع الملك فيصل للجمعية الخيرية للمسنين بالرياض قيمتها حوالي سبعين مليون ريال وهم ما يرغبون ذكر مكارمهم ولكن لتشجيع الجميع أشرت إلى ذلك.

وأمل الجميع بالأمير النشيط الخبير سلمان بن عبدالعزيز تخليد كفاح ومعاناة الملك عبدالعزيز ومن معه «بمتحفه بالمربع» أن يكون نادرًا كجهاده وصبره وناطقًا بالهيكل والنطق كوضع جدار فيه باب وأقفال كبيرة ومثل باب المصمك ويكلف شخص أو أكثر من الموظفين بالأسبوع مرتين يطبقون هجوم عبدالعزيز بجانب جامع المتحف يصلى فيه من هداه الله ويدعو لعبدالعزيز ومن مشى معه على الرمضاء حافي القدمين.

وبالتأكيد هناك أضرار كثيرة قبل الملك عبدالعزيز ومخالفة للشرع والمكارم ما أعرفها أو نسيتها مع السنين وإن شاء الله كلمتي هذه تشجع الأعلم مني بجمع الأكثر ليستعد الجميع لليوم الأكبر: مرور مائة عام من الكفاح المبارك لعبدالعزيز المبارك لأنه ثروة لكل مواطن يجب أن يحافظ عليها، ويحتاج لمجلدات عن جهاد الملك عبدالعزيز ومن كافح ووفى معه ومع أبنائه لهذا لم أكتب اسم أحد منهم، رحم الله الأموات وأدام صحة ووفاء الأحياء لما فيه صلاح الدين والدنيا وأرجو المعذرة عن السهو والخطأ فالكمال لله، ورحم الله الشاعر القاضي إذ قال:

 

وما ذكر مخلوق عن العيب معصوم إلا الذي ظلل عليه الغمامي

قاله الفقير إلى الله المخلص لوطنه ودينه ومليكه «والشاهد الله».

(1) المقالة نُشرت في مجلة اليمامة العدد ١٤٧٤ في ١٦/٥/١٤١٨هـ.

 


شُكراً لله.. ثمَّ لخادم الحرمين الشريفين وهنيئاً له..

في مقال فريد مميز من مقالات محمد البراهيم السبيعي القليلة روى فيه – سلّمه الله – سر بكائه حينما رأى افتتاح الملك فهد بن عبدالعزيز- رحمه الله – لمحطة تحلية المياه في مكة والمشاعر المقدسة(1).

بكيت من الفرح وظننت أنني أحلم لما رأيت من عظمة مشاريع التحلية بالمملكة، وخصوصًا مشروع التحلية لمكة ومنى والمزدلفة وعرفات والهدا والطائف الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد منذ وقت قريب ليتمتع المواطنون والحجاج والعمّار والمصطافون بالماء الصحي، حيث يصلهم براحة بأعالي جبال مكة والهدا والطائف وخلافها على ارتفاعها وبعدها، بعد ما كنا نتمنى شربة الماء بمكة خاصة وخلافها عامة، لأنني وغيري ممن هم من جيلي وما قبله ذقنا الأمرين من شح الماء بمكة، ولن أنسى أنه حينما قدمت لمكة من مسقط رأسي عنيزة في آخر عام ١٣٤٤هـ وكان عمري وقتها إحدى عشرة سنة، فقــد عطشت بزحمة الحج بمكة بدكان عمي – رحمه الله – وكان منزلنا بعيدًا وقريبًا من دكاننا متجر ومسكن لأحد الجماعة يعمل فيه موظف اسمه دحيم المنيع وعندهم صهريج مليء بالماء – أي خزان لحفظ مياه الأمطار – وكانوا يكملونه من ماء زبيدة وغيرها أيام «البصارة» كما يسمونها بمكة كعادة القادرين هناك قبل العهد السعودي المبارك؛ كل يعمل في بيته أو حوشه بمنى خزانًا لحفظ مياه الأمطار وغيرها استعداداً للحاجة الماسة أيام الحج سواء للاستعمال أو للربح، ولهذا فإن البيت أو الحوش الذي فيه خزان يزيد إيجاره أو قيمته عند البيع، وقد ذهب بي عمي إلى جاره يرجوه شربة ماء لي فرفض كما يشهد الله فرجعنا «زعلانين» وكان عذره أن الماء شحيح وله قيمته. وكان ذلك مما يعانيه الجميع من قلة الماء قبل العهد السعودي والذي فاق كل التصورات خاصة خلال أشهر الحج بمكة وبالمشاعر والحجاج والسكان آنذاك يمثّلون عشرهم الآن أي ١٠٪ من عددهم الآن أو أقل. وكذلك بجدة كان الماء قبل العهد السعودي شحيحًا وغاليًا؛ لذا تجد الماء بالمنزل على ثلاثة أشكال: ماء «كنداسة»؛ وماء «صهاريج»؛ وماء «رضيخ»، وأيضًا بالمدينة المنورة كان الماء شحيحًا وبخلافهما كما هو معلوم وذلك عكس توافره الآن صحيًا مع تضاعف السكان والحجاج والزوار. وطالما انتظرت الساعات الطوال أنا وغيري من الصبيان والحريم والشيبان من مواطنين وحجاج عند بازان التمارة وغيره نريد زفة أو قربة ماء فنلجأ إلى شيخ الساقية الذي يجبرهم يمشون مع المنتظرين.

وكم حصل من مشاكل وأضرار واستغلال للحجاج وغيرهم بسبب الماء وكذلك السلب والنهب والاقتتال وعدم الاستقرار والفوضى قبل العهد السعودي المبارك: ومنذ أن اختار الله الملك عبدالعزيز – رحمه الله – ملكًا لهذه الجزيرة وأعانه على توحيدها والقضاء على مشاكلها العديدة بما يشبه المستحيل وما كابد وتحمَّل من أجل ذلك يحاكي الأساطير ويشهد به التاريخ وكذلك كل عاقل ومنصف وكان حالمًا أن يقيض الله له فتح منطقة يبدأ بالإصلاح للأهم فالمهم ومن بعده أبناؤه: كل واحد يتم ويطور ما بدا به أخوه – كما هو مشاهد – والحق ما شهدت به الأعداء، وإن ما صرفته الدولة من المليارات على مشاريع التحلية وخلافها سيخلفها الله وتكون حرزاً لها ودواماً لعزها. ويجب على كل مواطن أن يكون حارسًا أمينًا لما فيه مصلحة وطنه وعيناً يقظة من كل جهة، ويحمد الله على ما نحن فيه من نعم عكس ما هو مشاهد في كثير من الأقطار، والسعيد من اتعظ بغيره، وبالشكر تدوم النعم.

(1) المقال نُشر في صحيفة الجزيرة، العدد ٥٧١٣ في ٢٥/١١/١٤٠٨هـ.


مقالة عن الأمير سعد بن خالد – رحمه الله – فقيد النبل والشهامة

ربطت محمد البراهيم السبيعي بالأمير سعد بن خالد – رحمهما الله – علاقة جيدة وصداقة امتدت لعقود من الزمان، وعندما توفى الأمير – رحمه الله – عام ١٤٢٧هـ، أصاب السبيعي الحزن الشديد على فراقه، وكتب مقالاً عبّر فيه عن شيء من محبته للفقيد (1)

توفي الأمير سعد بن خالد وترك حزنًا عميقًا في قلبي وقلوب الذين أحبوه لما فيه من خصال حميدة، ومن حقه علينا أن ندعو له بالرحمة والمغفرة وأن يجعله الله تعالى من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وهم الذين وعدهم رب العالمين جلَّت قدرته ووعده الحق في قوله تعالى: ﭽ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭼ الفجر.

فبوفاة أخي وصديقي الأمير سعد بن خالد، توارت وردة نضرة من شجرة المحبة والخير والوفاء، سقط عمود شامخ من أعمدة النبل وكرم الأخلاق والتواضع. كان – رحمه الله – شديد العطف، خاصة على الضعفاء والمحتاجين، كما كان صبورًا وجادًا فلم أسمعه يومًا شاكيًا أو غاضبًا من أحد مهما وصل بهم من إيذاء لشخصه أو نكران لجميل قدَّمه لهم.

تعاملت معه بداية جارًا وأخًا وصديقًا، فكان نعم الجار والأخ والصديق، ثم تطورت العلاقة فأصبح من أحد عملاء مصرفنا (مصرف السبيعي سابقًا) فكان بحق عميلاً صادقًا صدوقًا أمينًا، بل كان مدرسة لنا ولمن حوله فتعلمنا منه كيف يكون صدق المعاملة والنزاهة، عرفت سعد بن خالد رجل المواقف الحاسمة ووسيط الخير ورائد إصلاح ذات البين. عرفته الأمير الشهم الغيور على دينه، والمخلص لوطنه ومواطنيه. كان السبَّاق إلى كل خير، فكان يسبقنا إلى كل مناسبة، نجده أمامنا في الأفراح والأتراح، صاحب مواقف رجولية، يحترم الكبير ويعطف على الصغير ويعامل الجميع كإخوة وأبناء، عطوفاً يحرص على التماس حاجة من يحتاجون إلى المساعدة، ويمد لهم يد العون دون أن تعرف يسراه ما قدمت يمناه. كان – رحمه الله – يعتبر أولاده بمثابة أولادي وأولادي بمكانة أولاده، حيث كان دائماً وفي مختلف المناسبات يرددها أمام الجميع، وهذا ما يعكس أصالته العريقة ومعدنه الطيب. حقيقة لقد فقدت أنا شخصيًا كما فقدت الرياض برمتها رمزًا عظيمًا عشنا معه جيرة في حي واحد (حي عليشة) تجاوزت الثلاثين عامًا، لم نر منه إلا كل خير، ولم نسمع عنه إلا كل علم غانم.

الكل في عليشة ومختلف أحياء الرياض، بل مختلف مناطق المملكة، يشعرون بحزن كبير لفقدان هذا الشهم النبيل الذي أسر الجميع بدماثة خلقه وتواضعه ونبله وحبه للآخرين.

عزاؤنا بفقيدنا الغالي أنه ترك لنا أسرة صالحة وأولاداً بررة هم الأمراء خالد، محمد، بندر وسلطان، جميعهم يمثِّلون شخصية والدهم – رحمه الله – في دماثة الخلق والتواضع والكرم والشهامة ومحبتهم للناس فهم – إن شاء الله – خير خلف لخير سلف. ندعوه جلَّت قدرته أن يجعل فيهم البركة وأن يحميهم من كل مكروه وأن يزيل عن صدورهم الحزن والكرب، فالفقيد غالٍ لكنها سنّة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلاً.

أما أنــت يا أبا خــالد فنــحن إن شـاء الله واثقـون بأنك – بإحسانك إلى جيرانك – تنتقل إلى دار خير من هذه الدار، ولنعم الدار هي ولنعم الساكنون هم.

إنا لفراقك يا أبا خالد لمحزونون، فالجميع يدعون الله لك آناء الليل وأطراف النهار أن يتغمدك الله بواسع رحمته وينزلك المنزل الذي أعده لخالص أوليائه، جنة الخلد مع الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام، فأنت – بإذن الله – من أهل طاعته وأهل

محبته ﭽ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﭼ النساء.

اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله.

(1) نشر المقال في صحيفة الاقتصادية العدد ٤٧٥٣ في ٢٤/٩/١٤٢٧هـ

 


مقالة تناقش إسراف حفلات الزواج وتقترح الحلول

تفاعل محمد البراهيم السبيعي – رحمه الله – مع ملف صحفي ساخن فتحته صحيفة المسائية عام ١٤١٧هـ حول فوائض أطعمة الأفراح والمناسبات، وقد كتب السبيعي، مقالاً حول الموضوع رفع فيه مقترح تأسيس جمعية خيرية متخصصة في حفظ ولائم الأعراس إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – حينما كان أميرًا للرياض، وهو المقترح الذي أصبح واقعًا بعد سنوات بتأسيس جمعيات من هذا النوع في مناطق المملكة المختلفة (1)

سعادة المحب الأخ العزيز الفاهم الشيخ محمد بن صالح بن سلطان   حفظه الله ومحبيه من كل شيطان

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومحبيكم وعلينا ومحبينا إنه كريم قادر.

سررت بخطابكم رقم ٣٤٢ بتاريخ١٠/١٠/١٤١٧هـ وما شرحتموه من الإحراجات والتكاليف وضياع الوقت والقلق وغير ذلك مما يحصل في أكثر حفلات الزواج وأمثالها، رأيكم صائب ودليل وطنيتك المخلصة وتفكيرك السليم، وإننا مع مَن وافق على رأيك وهم كثير وأنت لها لما لك من خبرة وقيمة وشهرة عند الجميع بالصحف وبالإذاعة مكررًا وبخلافها ونحن معك وخلافنا وبه أجر كبير.

،ويا ليتنا نتعظ بالعقلاء الأنقياء بالمملكة وخارجها لأنهم ضد ذلك وكل مواطن غيور، أما من يشعر بالنقص ويظن أن ذلك لصالحه ومنهم المغرور أو من له أهداف فهو مخطئ وقد أعجبني الدكتور عبدالرحمن الصالح الشبيلي حينما حصل عنده زواج أقامه في منزله وذكر في الدعوة أن الحفل من الساعة السادسة والعشاء الساعة الحادية عشرة بوفيه مفتوح كل يمر ويأخذ ما يشتهي وبمقدار حاجته، والداعي والمستقبلون يرحبون بالجميع والمباشرون يقدمون المرطبات والقهوة والشاي ولم يبق من المدعوين إلا القليل وغادر كل المدعوين الحفل يشكرون ويدعون بالتوفيق معجبين بهذه الطريقة.

كذلك أعجبني بإسطنبول بتركيا حينما مررنا ومن معي بأحسن منطقة وإذا بأنوار وحفل ضخم فسألنا فقالوا هذا زواج أحد الأثرياء الأعيان فدخلنا عليهم ورحبوا وأعطونا علبة حلاوة ككل الزوار وقالوا: هذه عاداتنا ثم غادرنا كغيرنا، وطبعًا في كثير من الأقطار العربية توجد هذه الطريقة.

وبالمملكة بدأ الدعاة للخير حفلات الزفاف الجماعية كما هو معلوم بجدة والأخ عبدالله من أكبر الأعضاء نفعاً فنحن نساهم ونقرض.

وهذه رسالتي للشيخ محمد بن سلطان تأييدًا لأفكار من هذا النوع، والتي – إن شاء الله – تعم وتتطور بجميع المملكة بجهد خاص وبدعم ابن الرياض البار، بل ابن المملكة الأمير سلمان بن عبدالعزيز وجعله الله السبب في توجيه مئات الملايين الضائعة لأعمال خيرية وللصالح العام مع الأجر والثناء.

فزواج ٩٠٪ من أبنائنا وبناتنا بمنازلنا بالرياض وجدة والطائف يتم بدون إسراف ولله الحمد.

وفَّق الله الجميع دائماً ومحبينا معاً وشكراً.

المخلصان: محمد وعبدالله إبراهيم السبيعي

(1) المقالة نشرت في صحيفة المسائية العدد ٤٥٧٩ في ١٧/١١/١٤١٧هـ.

ملحوظة: أصل المقال رسالة كتبها محمد البراهيم السبيعي للشيخ محمد بن صالح بن سلطان، وقد نشرت الرسالتان معًا في العدد المشار إليه.