إن من تمام نعم الله على الإنسان، أن يرزقه موهبةً خلاَّقة، ومخيِّلة مبدعة؛ وإرادة حُرة مسؤولة تؤهله اقتحام الميادين كافةً، وصولاً إلى نتائج مبهرة، وغاية في الإنجاز..؛ وتحفِّزه للإقبال على الحياة بحظ وافر من القدرة على ممانعة التحديات بوعي وذكاء، يمنحانه رؤى عميقة، تمكِّنه من قراءة الواقع واستشراف المستقبل.
ومن خلال رصد تجربة محمد البراهيم السبيعي، رحمه الله، في الحياة وتأمّل موقعه الريادي في عالم المال والأعمال؛ تبرز للناظر سماته الشخصية المؤثِّرة؛ وإرادته القوية، ومواهبه الفطرية ومخيِّلته المبدعة، التي قد لا تتكشَّف قدراتها فقط في التعامل والتشابك مع معطيات الواقع القريب؛ بلْ تتجاوز ذلك إلى آفاق رحبة وواسعة، إن تجربة محمد ابراهيم السبيعي هي تجربة ثرية لرائد من رواد الأعمال، اخترقت الحدود والطموحات الضيقة إلى آفاق واسعة من النجاحات المتوالية وما تزال هذه التجربة إلى اليوم، ملهمةً للكثير من شباب الأعمال الطامح إلى فرصة تحت الشمس.
وقد أدرك صاحب هذه التجربة أن طريق النجاح يبدأ بفكرة، ولربَّما بواقعة ما، تقدح في نفس صاحبها مبادرةً أو مشروعًا، سيما حينما تهب الأفكار على ذوي العقول الذكية، تعرف كيف تقتنصها، وتترجمها إلى (فعل)، و(واقع)؛ لأن فعل الإبداع، هو ذلك الجسر الذي يربط ما بين الفكرة والواقع..، ويحوِّل الخيال إلى وجود، والفكر إلى واقع والحُلم إلى حقيقة..!
إنها تجربة حياة فريدة زاخرة بالعبر والدروس التي مرَّ برها محمد البراهيم السبيعي، رحمه الله، في مشوار العمر، ورحلة السنين الطوال، تلك التي بدأت من عنيزة مرورًا بمكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والرياض، ختامًا بربوع المملكة العربية السعودية كافةً.. تحمل في طياتها هكذا حياة كل ما يُعجز أبناء اليوم؛ ويبطل أسبابهم الواهية في التعلُّل بأوهام الرفاه ورغد العيش التي تقف حجر عثرة من تحقيق مصائرهم والإمساك بمستقبلهم بكل فخر ليسطِّروا تجربة حياة مشابهة، عن قناعة وجدارة وتحد..!