لقد كان محمد بن إبراهيم السبيعي – رحمه الله – من المحتاجين والفقراء متلمسًا حاجاتهم، وكان ارتباطه بالعمل الخيري قبل تأسيس مؤسسة محمد وعبدالله السبيعي الخيرية يقوم على علاقة فردية بينه وبين المستحقين للبر، وكان يباشر أعماله الخيرية المتعددة بنفسه ولا سيما تلك التي ترتبط بتجارته من إخراج الزكاة، والالتزامات الخيرية المتنوعة التي كان يقوم بها هو وشقيقه عبدالله السبيعي على نحو مباشر.
ومن فرط حرصه على أن يذهب المال لمن يستحقه، رأى أن يتحول للعمل الخيري المؤسس على ضوابط دقيقة؛ لتحقيق أقصى درجات الفائدة وتحقيق الأهداف المنشودة على نطاق واسع، وقد وافقه أخوه عبدالله في هذا التوجه وقررا تأسيس مؤسسة محمد وعبدالله السبيعي الخيرية.
وصايا السبيعي للقائمين على المؤسسة
يذكر العاملون في مؤسسة محمد وعبدالله السبيعي الخيرية أن محمد بن إبراهيم السبيعي دائمًا ما يوجِّه لهم في جميع الأوقات الوصايا التالية:
الوصية الأولى: كيفية التعامل مع الفقير
رأى محمد بن إبراهيم السبيعي أن التعامل مع الفقير يجب أن يكون بعيدًا عن العلو والكبر والإذلال، وأن يكون العمل بعيدًا عن المنَّة؛ لأنها تفسد العمل، ويوصيهم بالعمل باليد الحانية دائمًا.
الوصية الثانية: الدقة في النظام
وشدد محمد بن إبراهيم السبيعي على وجوب الالتزام بالأنظمة والتوجيهات الصادرة من مؤسسات الدولة بشأن العمل الخيري؛ لأن في تطبيقها، قربة إلى الله، ثم إنه جزء من الطاعة الواجبة لولي الأمر، فكان يراعي الأنظمة في جميع أعماله الخيرية.
الوصية الثالثة: احتساب الأجر
أوصي محمد بن إبراهيم السبيعي العاملين في المؤسسة بعدم الملل والكلل وأن يصبر الإنسان ويحتسب الأجر على الله، وقال محمد بن إبراهيم السبيعي -رحمه الله، للعاملين في القطاع الخيري:
« إنّ من نعم الله على الإنسان الذي يعمل في المؤسسات الخيرية أن أعطاه شيئين؛ هما: وظيفة في الدنيا يكسب منها المال؛ وأجرًا في الآخرة على الأعمال التي يخدم بها الفقراء والأيتام والمحتاجين، وأنت رغم أنك تأخذ المال إلا أنك في طاعة وخدمة جليلة».
حضوره فعاليات المؤسسة
كان محمد بن إبراهيم السبيعي دائمًا يبادر لحضور فعاليات المؤسسة ويدعم العاملين بحرصه على الحضور، على الرغم من كبر سنه، ويروي ابنه عبد العزيز قصة في هذا الجانب، فيقول:
«كانت هناك جائزة باسم الشيخ محمد للتميز العلمي في المعهد العلمي بعنيزة، وهذا الحفل يُقام سنويًا للمتميزين في أنحاء القصيم، فكان دائمًا يحرص على حضور الحفل ويشجع الأبناء المتميزين رغم أن عمره وقتها و صل لـ 95 عامًا، ولم يتخلَّف عن حضور الجائزة التي استمرت لـ (10) سنوات إلا لأسباب مرضية، ومحمد بن إبراهيم السبيعي بطبعه يحب حضور الفعاليات وكان يحرص على حضور حفل الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في الرياض، ويقدِّم لهم دعمه السنوي الكبير ولم يتخلَّف عن اجتماعاتها السنوية، لأنه يتشرَّف أن يكون أحد أعضاء هذه الجمعية المباركة، وكان المقصد من حضوره تقديم التوجيه والدعم للمكرَّمين، ودائماً يوجهنا بتقديم الدعم الكامل لمثل هذه المناسبات».
وتدعم مؤسسة محمد وعبدالله السبيعي الخيرية العديد من المبادرات النوعية التي قامت لدعم أعمال البر وبناء الفرد والمجتمع وتطوير العمل الخيري.
أضحية سنوية عن الإمام والملك والشيخين:
من أعمال محمد بن إبراهيم السبيعي الخيرية التي يداوم عليها سنويًا منذ عقود، وقلّ أن يعلم بها أحد أنه يضحي كل عام عن الإمام محمد بن عبد الوهاب والملك عبد العزيز والشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبد العزيز بن باز -رحمهم الله جميعًا- وما زال محمد بن إبراهيم السبيعي – شفاه الله – يضحي عنهم كل عام.
مبادرات خيرية وتنموية:
أسس محمد السبيعي وأخوه عبد الله عام (1423هـ/2004م) مؤسسة محمد وعبد الله السبيعي الخيرية، التي تُعنى بالخدمات الاجتماعية والصحية والإغاثية التعليمية والثقافية والتطويرية ووجوه البر والإحسان كافةً داخل المملكة العربية السعودية. وقد تم اختيار محمد السبيعي لعضوية مجلس إدارة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم. أيضًا؛ كما تم اختياره لعضوية مجلس إدارة مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين. ويُعَدُّ محمد السبيعي عضوًا مؤسسًا في جمعية رعاية الأيتام (إنسان). كما يُعَدُّ عضوًا مؤسسًا في جمعية رعاية الأطفال المعاقين.
ومن أبرز إسهاماته الخيرية -رحمه الله- ما يلي:
أولا: إسهاماته الخيرية في مجال مؤسسات العمل الخيري:
- إيقاف أوقاف ذات عوائد ضخمة، يخصص ريعها لدعم المشاريع الخيرية المختلفة في أنحاء المملكة، بالشراكة مع الجمعيات والمؤسسات المرخصة.
- إنشاء مؤسسة محمد وعبد الله إبراهيم السبيعي الخيرية لتنفيذ أعمال البر والإحسان داخل المملكة، وفق تنظيم إداري متميز، وتطبيق مبادئ العمل المؤسسي، والشفافية، والجودة، وتحديد للهياكل الإدارية والصلاحيات والمهام بشكل واضح.
- المساهمة في الدعم الاستشاري لعدد كبير من الأوقاف الخيرية والمؤسسات والمكاتب التي تقوم بإدارة تلك الأوقاف.
- المساهمة في نشر ثقافة الجودة في المؤسسات الخيرية من خلال برامج تطوير مؤسسات العمل الخيري، وتطبيق آليات الجودة في البرامج والمشاريع التي تدعمها المؤسسة.
- إطلاق وتمويل جائزة السبيعي للتميز في العمل الخيري.
ثانيا: إسهاماته الخيرية في مجال التعليم:
- إنشاء كرسي السبيعي لتأهيل طلاب المنح بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
- إنشاء دبلومات متخصصة ومعتمدة أكاديميًا في مجال الإرشاد الأسري، وتأهيل الداعيات، والعمل الخيري مع ثلاث جامعات سعودية، وهي جامعة الملك فيصل بالأحساء، وجامعة الملك خالد بعسير، وجامعة الملك سعود بالرياض.
- توقيع الاتفاقيات مع جامعة الملك سعود، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وجامعة الخرج، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن لنشر ثقافة العمل التطوعي في المجتمع.
- إنشاء معاهد لإعداد معلمات القرآن الكريم في عدد من مناطق المملكة.
- إطلاق وتمويل جائزة السبيعي للتفوق العلمي بعنيزة لطلاب المعاهد العلمية بمنطقة القصيم.
- إطلاق وتمويل جائزة محمد وعبد الله إبراهيم السبيعي لحفظ القرآن الكريم السنوية للبنات في عنيزة.
- دعم إقامة العديد من الحملات التوعوية السلوكية في مدارس التعليم العام بعدد من محافظات المملكة.
ثالثاً: إسهاماته الخيرية في مجال الصحة
- تمويل بناء مستشفى رعاية المسنين والتأهيل الطبي بعنيزة بسعة (100) سرير لعلاج كبار السن من الجنسين والمرضى ذوي الاحتياجات الخاصة والمصابين بالشلل والجلطات ونحوها.
- تجهيز وتشغيل عدد من العيادات الطبية المتنقلة في أنحاء المملكة في مكة المكرمة والمدينة المنورة ومنطقة القصيم، .
- تشغيل فرق طبية استشارية لزيارة المناطق النائية وتيسير حصولهم على العلاج، وتحويلهم للمستشفيات الكبرى بالمناطق الإدارية المختلفة.
رابعاً: إسهاماته الخيرية في مجال معالجة الفقر
- تأهيل(320) من فتيات الأسر الفقيرة لسوق العمل في وظائف (الخياطة والتطريز – التجميل والتزيين – الحاسب الآلي) في منطقة جازان.
- تأهيل(100)من الشباب الفقراء لسوق العمل من خلال التدريب المنتهي بالتوظيف في الرياض.
- تأهيل (300)من الشباب الفقراء في عدد من المهن الصحية في مكة المكرمة، أملج، جازان، القنفذة.
- الإطلاق السنوي للسجناء من خلال سداد المديونيات المتوجبة عليهم، واستفاد منها(1500) سجين.
- دعم مشاريع تخفيف الفقر، وتفريج الكرب، وسقيا المياه، والسلة الغذائية، والتفطير للفقراء في عدد كبير من المحافظات بالتعاون مع الجمعيات والمستودعات الخيرية.
- دعم مشاريع الإسكان التنموي، وإصلاح منازل الفقراء في عدد من المناطق.
- الكفالة السنوية للأيتام من خلال جمعيات رعاية الأيتام في أنحاء المملكة.
- تبني مشروعات مجتمعية للسجناء المفرج عنهم، وأسرهم، من خلال تعزيز (المشاريع الصغيرة) والإشراف عليها وتمويلها.
خامساً: إسهاماته الخيرية في مجال الزواج والرعاية الأسرية:
- دعم كل مشاريع تزويج الفقراء بالمملكة.
- دعم مشاريع تأهيل المقبلين على الزواج من خلال تدريبهم على مهارات الحياة الزوجية، واستفاد منه العديد من الشباب.
- إعداد قيادات للعمل الاجتماعي النسائي في مكة المكرمة، والأحساء، وعسير، والباحة، والحدود الشمالية، والقصيم.
- المساهمة في إعداد عدد من الدراسات المختلفة حول المشاكل الأسرية، واقتراح الحلول العملية والعلمية لها.
سادساً: إسهاماته الخيرية في إنشاء الكيانات المؤسسية الداعمة للعمل الخيري
- إنشاء المجمعات التنموية للعمل الخيري الاجتماعي في كل من مكة المكرمة وعسير.
- إنشاء حاضنات للأعمال لاستيعاب النساء الفقيرات المدربات والمساهمة معهن في إطلاق مشاريعهن التجارية الصغيرة بجازان.
- إنشاء مؤسسات زرع وتعزيز القيم في نفوس الناشئة في منطقة مكة المكرمة.
- إنشاء وحدات للعمل التطوعي بمؤسسات العمل الخيري بالمشاركة مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
- وضع اللوائح والأنظمة والأدلة الإجرائية للعمل الخيري في عدد من المجالات (المستودعات الخيرية – جمعيات الأيتام – جمعيات البر) وتفعيلها مع الجهات الخيرية من خلال التدريب المستمر.