النظرة للصحة والمرض

مرت بمحمد إبراهيم السبيعي- رحمه الله – بعض الأزمات الصحية خلال مسيرة حياته العامرة بالجد والاجتهاد، وتعامل معها بإيمان المؤمن بالقضاء والقدر, مع بذل أسباب العلاج والاستشفاء المباحة والمتاحة، متوازنًا بين (الوقاية والعلاج)، فهو يُعنى بالوقاية من أسباب الإصابة بالأمراض قبل وقوعها قدر الإمكان، ويفعل الأسباب الموجبة للشفاء بالدواء والغذاء والعلاج المناسب بعد وقوعها, ولم تلهه التجارة عن متابعة شؤون صحته العامة وصحة أهله ومَن حوله يومًا ما؛ وكان وما زال أيضًا يعطي العمل وقته, ويوفي للبدن حقه من العناية والرعاية ممتثلاً قول الصحابي الجليل َسلْمَان لأبي الدرداء رضي الله عنهما: «إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فَأَتَى أبو الدرداء النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ َسلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ َسلَّمَ: « صدَقَ َسلْمَانُ».

د. سليمان بن عبدالعزيز السحيمي

وفي هذا الشأن يقول الدكتور سليمان بن عبدالعزيز السحيمي، مدير عام مستشفى قوى الأمن في الرياض، والمستشار الطبي لمحمد بن ابراهيم السبيعي منذ ثلاثة عقود:

«وجدت سلاسة في التعامل مع العم محمد السبيعي في الجانب الصحي. وأتذكر بهذا الصدد قبل عقود من الزمن ردة فعله حينما أظهر الفحص تعرضه لبدايات داء السكر، فأخبرناه وأبلغناه كيف ينظِّم غذاءه حتى لا نلجأ للعلاج، والحمد لله ظل لا يتعاطى أية أدوية لعلاج السكر. ومضى الدكتور سليمان السحيمي يُعدِّد سبل الوقاية من الأمراض لدى محمد بن ابراهيم السبيعي – رحمه الله – ومحاسن نتائجها على صحته العامة، حتى قال في وصفه بأنه أنموذج وقدوة، ويمكن أن نصفه من جهة حرصه على الوقاية والتزامه بالخطط العلاجية بأنه «المريض المثالي».

ويشدد د. السحيمي على تجذّر ثقافة الوقاية من الأمراض لدى محمد بن ابراهيم السبيعي الذي لم يحظ بفرص الانتساب للمؤسسات التعليمية كحال أجيال اليوم، ويؤكد أنه يفوق أقرانه وحتى جيل الشباب في الاهتمام الصحي ويستطرد، قائلاً:

«تصور العم محمد البراهيم السبيعي- رحمه الله – للأمور الطبية لا يقل عمقًا ودقة وتفاصيلَ عن تصورات أي شاب حاصل على درجات رفيعة من التعليم العالي.. فقد كان مؤمناً بأهمية الفحص الطبي للإنسان من أجل درء الاعتلال الصحي قبل ظهوره. أقول ذلك؛ لأننا من واقع التجربة نجد صعوبة في إقناع كبار السن من أقرانه لكسب أهمية الفحص ذاتها. كان الشيخ يشعرني بأن الأمور الطبية في مقدمة اهتماماته؛ فإجراءات الفحص المبكر كان يؤديها بانتظام ويشجع مَن حوله من أبناء ومحبين وأصدقاء عليها، فضلاً عن ممارسته رياضة المشي دائماً منذ سنوات، وحتى بعد أن تجاوز التسعين عامًا كان ملتزمًا برياضة المشي».

ويشعر د. سليمان السحيمي بالارتياح في التعامل الطبي مع محمد إبراهيم السبيعي، ويؤكد أنه خلال الثلاثين السنة التي قضاها قريبًا منه في الأمور الطبية لم يجد صعوبة في حمله على العناية بصحته ويقول: «كل منا كان يقتنع بالآخر.. حتى إنه يتقيد بكل شيء طبي أو غذائي إذا قيل له بأنه من إرشادات وتوصيات د. سليمان.. ولم أجد صعوبة في التعامل مع العم محمد لأنه كان يعتبرني ويعاملني طبيباً للعائلة وطبيباً خاصاً له».

 

 

متابعته للمراجع الصحية والغذائية

يُرجح د. سليمان بن عبد العزيز السحيمي أن محمد  إبراهيم السبيعي -رحمه الله- اكتسب الثقافة والمعرفة الطبية من اطلاعه المتجدد وقراءاته الدائمة للمؤلفات الطبية، ومنها على سبيل المثال: قاموس «الغذاء والتداوي بالنبات» وهو قاموس شهير في فوائد الأطعمة ومضارها كان يطالعه باستمرار، وينقل فوائده للحاضرين في مجلسه، و أحيانًا يوزع بعض صفحاته على الحاضرين والأقارب، يقول الدكتور السحيمي:

«العم محمد يحب المعرفة ويسأل في كل شيء. وتلك قضية مهمة أيضًا. حتى الأمراض التي لم يُصب بها، كان يبحث فيها إذا تعرض لها أحد من الدائرة المحيطة به، لقد كان حريصًا على معرفة مسببات الأمراض وسبل الوقاية منها. وإذا كانت دواعي المرض عائدة إلى أسلوب الحياة وغير ذلك، تجده يحاول أن يتجنب الأسباب باتباع أ سلوب حياة أمثل، ونحن الأطباء نلاحظ كثيرًا من المرضى هذه الأيام يطلبون خطة علاجية فقط ولا يسألون عن أي شيء حول المرض.

وكان السبيعي -رحمه الله- يستخدم الغذاء أداة وقاية وتعزيز للصحة، وكان يقرأ بكثرة في الجوانب الصحية، ومن ذلك مراجعته الدائمة للكتب المتخصصة في بيان منافع ومضار المواد الغذائية ومنها:

(1) قاموس الغذاء والتداوي بالنبات لأحمد قدامة،

(2) كتاب معجزات الشفاء في الحبة السوداء والعسل والثوم والبصل لمحمد عزت عارف.

(3) كتاب الثوم والعمر المديد للعماد مصطفى طلاس.

ووفقًا لنظرة هذا المسؤول الطبي؛ فإن محمد بن ابراهيم السبيعي، كان كمن يقرأ أفكار الأطباء العصريين فيما يتعلَّق بالوقاية في كل الأمور، فقد قال عن ذلك أيضًا:

«من الأمور التي تستحق الإشادة عدم التفاته لكل من هبَّ ودبَّ أو لكل من يدلو بدلوه خصوصًا في الجانب الصحي، كان دقيقاً للغاية، ومن المعروف أن مشكلة بعض مرضانا الانجراف نحو الاجتهادات غير العلمية والتداوي بخلطات الأعشاب، أما العم محمد السبيعي؛ فكان يمحص جميع الأمور التي تتعلَّق بالصحة قبل أن يتعاطى معها، كان لا بد أن يفهمها أولاً».

وفي ذلك يروي د. سليمان السحيمي:

«كان محبوه من الأقارب والموظفين أو معارفه يهدونه أحياناً بعد عودتهم من أسفارهم عدة هدايا، ومن بينها الأدوية أو الأعشاب، لكنه من الاستحالة أن يتناول ذلك العقار أو النبتة دون العودة إلى ذوي الاختصاص، وقد كنت أنا مرجعه في أكثر الأحيان، ولا أدعي أنني أعطي الرأي في كل شيء، فكنت أجيب بما أعرف أو أستشير في حالات أخرى. وقد كان دقيقاً في محاولة معرفة خواص المواد إلى درجة السؤال عن سائل الماء هل مكوناته مضرة في ذلك الدواء. ومن المعلوم طبياً أن هذه الأدوية لا تخلو من الآثار الجانبية، وكان يعجبني فيه اهتمامه بمعرفة الحقيقة حتى لو جاء أحد في مجلسه وأحرجه وحاول أن يعطيه شيئاً يتحايل عليه فلا يتناول شيئاً حتى يتأكد من صلاحيته ومأمونيته دواءً».

 

 

لا للعسل.. نعم لِلرُّكب!

ومن أبرز الأمثلة التي يذكرها د. سليمان السحيمي حول سيطرة محمد بن ابراهيم السبيعي – رحمه الله- على رغباته؛ حرصًا على صحته العامة مثالان: المثال الأول: بعد أن تجاوز الشيخ محمد البراهيم السبيعي خطر الإصابة بداء السكر واجه الضغوط للإكثار من تناول العسل، لكنه امتثل لنصائح الأطباء بالاكتفاء بالكميات المعقولة منه، حتى وهو في مرحلة الوقاية من الإصابة بالسكري، وهي مرحلة غالباً ما يتساهل فيها معظم الناس بنصائح الأطباء وخبراء التغذية حولها.

وعلى الرغم من ضغط وإغراء محبيه الذين اعتادوا على إهدائه أجود أنواع العسل تمسك محمد بن ابراهيم السبيعي بجرعات العسل ونوعيته المعتمدة من فريقه الطبي. أما المثال الثاني: فيشير الدكتور السحيمي إلى أن محمد بن ابراهيم السبيعي – رحمه الله- كان من أوائل رجال الأعمال الذين تجرؤوا على إجراء عملية تركيب الركب الصناعية في الولايات المتحدة وذلك عام 1992 م أي قبل أكثر من 25 سنة تقريبًا. وذلك دليل واضح على نظرته الثاقبة وطريقة تفكيره التي تكون دوماً سابقة ومتقدمة على نظرة الآخرين، وأتذكر في ذلك الحين أن رجال الأعمال وكبار السن يتهيبون من تلك العملية، ويعيشون مع الآلام الرهيبة اليومية خوفاً من إجراء عملية تنهي – بإذن الله- الآلام اليومية.

ويبدو أن الوعي الطبي لدى محمد البراهيم السبيعي، رحمه الله، قد تعمَّق إلى مراحل متقدّمة؛ إذ كان يرصد – بنفسه – الأعراض الجانبية للأدوية.. يقول د. السحيمي.. “لاحظت أيضًا انتباهه لأي أعراض جانبية تظهر. فكان يوجه انتباهه إذا أخذ دواء جديدًا للأعراض الجانبية، يعني إذا أخذ دواء للضغط يقول: صحيح إنه علاج للضغط ولكنه أدى إلى كذا وكذا، فكان يساعد بذلك الأطباء في تحديد الجرعات الدوائية أحيانًا”.

كيف يتعامل مع الأخبار طبية غير السارة؟

أبان الدكتور السحيمي كيفية تلقي محمد بن ابراهيم السبيعي – رحمه الله- لنتائج التحاليل السلبية المتعلِّقة بصحته، مبرزًا أهم سجاياه عند نزول ابتلاء صحي، إذ يقول:

«لا أود التطرق إلى مسألة عمق الإيمان والاحتساب والصبر لدى العم محمد البراهيم السبيعي، فتلك أمور بين المرء وربه، وسأتجنّب الخوض فيها؛ كي لا أتسبب في إنقاص حسناته، لكني من باب التوعية سأبيِّن أن نظرته للمرض كانت مبنية على الأسس الشرعية التي تربى عليها وآمن بها وطبقها في شؤون حياته كلها في الرخاء والشدة وفي العسر واليسر وفي الصحة والمرض، ومن أبرزها قناعته ويقينه الدائم بالآية الكريمة: ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا﴾» (التوبة: 51).

ويضيف د. السحيمي:

«كنت ألمس في العم محمد البراهيم السبيعي أنه يعتقد بأن المرض ابتلاء وفيه تكفير للذنوب والسيئات، كان يثق بأن المرض أحد أسباب دخول الجنة. فتجده بين الخوف والرجاء. الخوف ليس بدرجة الضجر ولكنه للدرجة التي تجعله يبحث عن العلاج. والرجاء الذي يحافظ على تفاؤله وإحساسه النفسي».

 

 

ويواصل حديثه، قائلاً:

«هناك أمر آخر، فهو متابع لما ينشر في الصحف. ويحول ما يقرؤه إلى قصاصات عديدة من الشعر والنصائح الطبية وجوانب مضيئة أخرى. ومن حرصه على الآخرين، كان يقصها ويصورها ثم يوزعها علينا وعلى الحاضرين وغير الحاضرين، ولعل ذلك قلَّ في الفترة الأخيرة بعد مرض العم محمد، ولكنه داوم على ذلك لعقود طويلة».

التلطُّف مع الفريق الطبي

يقول د. سليمان آل سحيمي:

«من الأمور المميزة التي رأيتها في العم محمد السبيعي، رحمه الله، لطف تعامله مع الفريق الطبي، ففي العديد من الزيارات التي قام بها العم محمد، للمستشفى أو الزيارات الطبية التي تُقَدَّم له في البيت، تلحظ اللطف في التعاون والتعامل مع الفريق الطبي. وكان يتعرَّف على الأطباء ويسأل عن أحوالهم؛ وذلك أمر مهم في التطبيب؛ أن تكون العلاقة بين المريض والطبيب «حميمية» ولقد كان يذلِّل السبل أمام تلك الحميمية، فعندما يدخل عليه أحد الأطباء يبادر الشيخ بسؤاله عن اسمه؟ وأحياناً يمتد الحديث التعارفي بينهما إذا عرف أحد أقاربه، فتجده يسأله أأنت من القبيلة الفلانية؟ هل جدك فلان ابن فلان وهكذا.. ».

ويروي د. سليمان موقفًا ما زال عالقاً في ذاكرته، إذ يقول:

«أذكر أن أحد الأطباء دخل عليه فسأله العم محمد عن اسمه وعائلته ونسبه؟ فعرف أنه من إحدى القبائل التي سبق لمحمد السبيعي الإقامة في مناطقها. ثم مازحه بالقول: «بغيت أعس منكم بس ما أراد الله». واستمر ذلك الطبيب يسألني عنه كلما قابلته، وكان يدعوه بـ «رحيمنا المفترض» وذلك الموقف كان في غاية اللطف بين المريض وطبيبه».

ويروي د. سليمان موقفاً آخر يُظهر حرص محمد بن ابراهيم السبيعي على توفير الراحة النفسية للعاملين حوله، إذ يقول:

«كان لدى محمد البراهيم السبيعي، رحمه الله، ممرضة آسيوية تطببه في المنزل، وتهتم بمتابعة شؤونه الصحية، وقد سعى بشدة لمساعدتها في الزواج من أحد مواطني بلدها، وتكفَّل بتسهيل إجراءات زواجها حتى تم الانتهاء من إقامة الزواج. وتلك ناحية إنسانية رائعة من محمد البراهيم السبيعي الذي لم تمنعه ارتباطاته العملية والاجتماعية والرسمية المتعددة من مراعاة حال ممرضته وحل مشاكلها والعناية بها، ولعل ذلك بسبب أن الشيخ محمد البراهيم السبيعي مقتنعٌ بالزواج بكونه أعظم مؤسسة إنسانية توفر صفة الاستقرار النفسي للفرد».

أزمة قلبية في الحرم!

كان محمد بن ابراهيم السبيعي دائم الشوق إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة ويردد في كل مجلس:

«إذا سلَّمت العمل – بمشيئة الله – إلى الأبناء سوف أقضى بقية عمري في إحداهما»

وقد اعتاد محمد بن ابراهيم السبيعي أن يقضي إجازة الربيع وشهر رمضان من كل عام في ربوع مكة مع أخيه عبدالله والعائلة.

وقد تعرَّض محمد بن ابراهيم السبيعي – رحمه الله- لأزمة صحية وهو في مكة المكرمة، وكان ذلك يوم الخميس الثامن من شهر جمادى الأولى من عام 1431 هـ/14 أبريل 2012م، حيث كان محمد بن إبراهيم السبيعي يستعدُ لأداء صلاة الظهر في الحرم المكي ولاحظت الممرضة المرافقة له تباينًا في نبضات القلب واختلافاً فطلبت منه عدم الذهاب إلى الحرم ولكنه لم يأبه لكلامها، وحاولت منعه ولكنه قال لها: «لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا». وبعد عودته من الصلاة طلبنا له طبيبًا من المستوصف التابع لشركة مكة، وكان سوداني الجنسية، وكانت الممرضة شديدة الحرص وسريعة الملاحظة فاتصلت بطبيبه المتابع لحالته في الرياض الدكتور خالد المطيري ووصفت له حالته ونصحنا بنقله إلى مستشفى بخش في مكة ونُقِلَ مع أحد أحفاده وهو عبدالمجيد ابن محمد السبيعي و سائقه الخاص والممرضة وعندما و صل إلى بوابة المستشفى أحضروا له كرسيًّا متحرِّكًا ولكنه أ صر أن يمشي لإيمانه بأنك إذا كنت قادراً على المشي فلا تستسلم، وهو دائمًا يردد «خل المشي يخليك»، وحضر أبو وليد إبراهيم بن عبدالله السبيعي والأبناء من جدة لمتابعة حالته والاطمئنان عليه، واتصلوا بالأخ عبدالعزيز المحمد السبيعي وكان في رحلة عمل خارج المملكة ووصل فجر الجمعة إلى مكة, وكان الأخوان إبراهيم وناصر في الرياض لترتيب إجراءات نقله إلى الرياض بعد استقرار حالته.

وحاول الأخ عبد العزيز نقله إلى جدة صباح الجمعة، ولكنه طلب منهم تأجيل السفر إلى جدة إلى أن يصلي الجمعة في الحرم ويتمم ختمته للقرآن ويلتقي أخاه عبدالله هناك، وقال الأعمار بيد الله وإن مت فأنا في مكة وقرب بيت الله. وبعد صلاة الجمعة نُقِلَ إلى المستشفى الطبي الدولي في جدة، وتابعه الأطباء هناك وقرروا أنه يحتاج إلى تركيب منظِّم للقلب، وبعد أربعة أيام نُقِلَ بطائرة الإخلاء الطبي إلى الرياض وعمل العملية في المستشفى العسكري، وبعدها – من فضل الله – تحسنت حالته، وهو دائم التوكل على الله ولا يستسلم بسهولة، شاكراً لأنعم الله ويشكو ضعفه وقلة حيلته إلى الله ويردد (يا لطيف الطف بعبدك الضعيف)، وقد سخَّر الله له ممرضة كانت كأنها واحدة من بناته جزاها الله عنا خير الجزاء، وتقول عندما حضرت إلى منزل الشيخ محمد في عام 2009 م ورأيته كنت قلقة جداً لأنه كبير في السن ولكن عندما عشت معه وجدت أنه يحمل قلباً أبيض كبياض الثلج».

عيادة المرضى.. عادة لا تنقطع!

حرص محمد بن ابراهيم السبيعي – رحمه الله-  كما يروي د. سليمان  على عيادة المرضى، إذ يقول:

«بالنسبة للشيخ محمد كانت عيادة المرضى شيئًا أساسيًا في حياته وجدول أعماله. ومن الممكن أنه يحرص على زيارة المرضى أكثر مما يحرص على زيارة الأصحاء. وبمجرد سماعه باعتلال صحة أحد أقاربه أو معارفه، كان يهرع لزيارته، وأعرف مرضى كانوا يرتادون المستشفى، وكان رغم تعبه وصعوبة تحركه يزورهم يوميًّا، وحين ندعوه للراحة ونؤكد بأننا نلتمس له أعذار التعب، كان يرفض بحجة «لا تحرموني الأجر» وتلك إحدى خصاله – رحمه الله- التي نفتقدها الآن للأسف في بعض شرائح مجتمعنا الذين صاروا يكتفون بإرسال الرسائل النصية الخلوية للمرضى..!